Saturday, December 19, 2009

و لله في خلقه شؤون


بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل وسلم على محمد وآل محمد وعجل فرجهم يالله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


حينما نجلس نفكر ونتأمل في هذا الكون وهذه الأفلاك التي حولنا يا ترى لماذا خلقت؟ لماذا خلقها الله؟

يقول الله تعالى : ( وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإِنسَ إِلاَّ لِيَعْبُدُونِ (56) )سورة الذاريات

ويقول في حديث قدسي : (يا أحمد لولاك لما خلقت الأفلاك ولولا علي لما خلقتك ولولا فاطمة لما خلقتكما)

﴿وإذا قال ربُّك للملائكة إني جاعل في الأرض خليفة قالوا: أتجعل فيها من يُفسد فيها ويسفك الدماء ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك ؟ قال إني أعلم ما لا تعلمون * وعلم آدم الأسماء كلها ثم عرضهم على الملائكة فقال أنبئوني بأسماء هؤلاء إن كنتم صادقين * قالوا سبحانك لا علم لنا إلا ما علمتنا إنك أنت العليم الحكم * قال يا
آدم أنبئهم بأسمائهم فلما أنبأهم بأسمائهم قال ألم أقل لكم إني أعلم غيب السموات والأرض وأعلم ما تبدون وما كنتم تكتمون* وإذ قلنا للملائكة اسجدوا لآدم فسجدوا إلا إبليس أبى واستكبر وكان من الكافرين* وقلنا يا آدم اسكن أنت وزوجك الجنة وكلا منها رغداً حيث شئتما ولا تقربا هذه الشجرة فتكونا من الظالمين* فأزلهما الشيطان عنها فأخرجهما مما كانا فيه وقلنا اهبطوا بعضكم لبعض عدو ولكم في الأرض مستقر ومتاع إلى حين * فتلقى آدم من ربه كلمات فتاب عليه إنه هو التواب الرحيم )

أولا لمن يكون الاستخلاف ؟
الاستخلاف يكون ومن خلال الاية الشريفة للانسان الكامل على هذه الارض
الانسان الكامل من هو ؟
هم محمد وال محمد صلوات الله عليهم اجمعين

ثانيا ماهي الاسماء التى علمها الله ادم وعرضها على الملائكة ؟

الامام الصادق ـ عليه السلام ـ ، «إن الله تبارك وتعالى علم آدم ـ عليه السلام ـ أسماء حجج الله كلها ثم عرضهم ـ وهم أرواح ـ على الملائكة ﴿فقال أنبئوني بأسماء هؤلاء إن كنتم صادقين﴾، بأنكم أحق بالخلافة في الأرض لتسبيحكم وتقديسكم من آدم ـ عليه السلام ـ ﴿قالوا سبحانك لا علم لنا إلا ما علمتنا إنك أنت العليم الحكيم ﴾ قال الله تبارك وتعالى: ﴿يا آدم أنبئهم بأسمائهم فلما أنبأهم بأسمائهم﴾، وقفوا على عظيم منزلتهم عند الله تعالى ذكره فعلموا أنهم أحق بأن يكونوا خلفاء الله في أرضه وحججه على بريته)

ثالثا:وماهي الاسماء التي ببركاتها تاب الله على ادم من معصيته؟
عن على بن الفضل، عن احمد بن محمد بن سليمان، عن محمد بن على بن خلف، عن حسين الاشقر، عن عمرو بن ابى المقدام، عن ابيه، عن ابن جبير، عن ابن عباس قال: سألت النبى صلى الله عليه و آله و سلم عن الكلمات التى تلقاها آدم من ربه فتاب عليه؟
قال: ساله بحق محمد و على و فاطمه والحسن والحسين الا تبت على فتاب الله عليه.

وايضا الصدوق، عن ابيه، عن سعد، عن احمد بن محمد، عن الحسن بن على الخزاز، عن عبدالله بن سنان، عن ابى عبدالله عليه السلام قال:
قال آدم عليه السلام: يا رب! بحق محمد و على و فاطمه والحسن والحسين الا تبت على.
فاوحى الله اليه: يا آدم! و ما علمك بمحمد؟

فقال: حين خلقتنى رفعت راسى، فرايت فى العرش مكتوبا: محمد رسول الله، على اميرالمومنين.

وعن الباقر عليه السلام فى قوله تعالى: (و لقد عهدنا الى آدم من قبل) [طه: 115.]
كلمات فى محمد و على و فاطمه والحسن والحسين و الائمه من ذريتهم عليهم السلام، كذا نزلت على محمد صلى الله عليه و آله و سلم

وعن محمد بن على الكاتب الاصفهانى، عن على بن ابراهيم القاضى، عن ابيه، عن جده، عن ابى حمد الجرجانى، عن عبدالله بن محمد الدهقان، عن اسحاق بن اسرائيل، عن حجاج، عن ابن ابى نجيح، عن مجاهد،
عن ابن عباس رضى الله عنه قال: لما خلق الله تعالى آدم و نفخ فيه من روحه عطس فالهمه الله: الحمدلله رب العالمين.

فقال ربه: يرحمك ربك.

فلما اسجد له الملائكه تداخله العجب، فقال: يا رب! خلقت خلقا احب اليك منى؟

فلم يجب.

ثم قال الثانيه، فلم يجب، ثم قال الثالثه، فلم يجب.

ثم قال الله عز و جل له: نعم؛ و لولاهم ما خلقتك.

فقال: يا رب! فارينهم.

فاوحى الله عز و جل الى ملائكه الحجب ان ارفعوا الحجب.

فلما رفعت اذا آدم بخسمه اشباح قدام العرش، فقال: يا رب! من هولاء؟

قال: يا آدم! هذا محمد نبى، و هذا على اميرالمومنين ابن عم نبيى و وصيه، و هذه فاطمه ابنه نبيى، و هذان الحسن والحسين ابنا على و ولدا نبيى.

ثم قال: يا آدم! هم ولدك، ففرح بذلك.

فلما اقترف الخطيئه قال: يا رب! اسالك بمحمد و على و فاطمه والحسن و الحسين لما غفرت لى.

فغفر الله له بهذا، فهذا الذى قال الله عز و جل: (فتلقى آدم من ربه كلمات فتاب عليه).[البقره: 37.]

فلما هبط الى الارض صاغ خاتما، فنقش عليه: محمد رسول الله، و على اميرالمومنين، و يكنى آدم بابى محمد عليه السلام.


خلاصة ماتقدم ومانريدقوله هو

ماورد في الحديث القدسي حديث الكساء (............فلما أكتملنا جميعا تحت الكساء، أخذ أبي رسول الله بطرفي الكساء، وأومأ بيده اليمنى إلى السماء وقال اللهم إن هؤلاء أهل بيتي وخاصتي، وحامتي، لحمهم لحمي، ودمهم دمي،يؤلمني ما يؤلمهم ويحزنني ما يحزنهم، أنا حرب لمن حاربهم، وسلم لمن سالمهم، وعدو لمن عاداهم، ومحب لمن أحبهم، إنهم مني وأنا منهم، فاجعل صلواتك وبركاتك،ورحمتك وغفرانك ورضوانك علي وعليهـم واذهـب عنهم الرجس، وطهرهم تطهيـرا، فقال الله عز وجل : يا ملائكتـي ويا سـكان سماواتي، إني ما خلقت سماء مبنية، ولا أرضا مدحية، ولا قمرا منيرا، ولا شمسا مضيئة ولا فلكا يـدور، ولا بحرا يجري، ولا فلكا يسـري إلا في محبة هؤلاء الخمسة، الذين هم تحـت الكساء، فقال الأمين جبرائيل : يا رب ومن تحت الكساء، فقال عز وجل : هم أهل بيت النبوة ومعـدن الرسالـة، هم فاطمة و أبوها، وبعلهـا وبنـوها،.............)

ونختم بهذه الرواية المباركة

قال ـ صلّى الله عليه وآله وسلّم ـ : خلقني الله تعالى وأهل بيتي من نور واحد قبل أن يخلق الله آدم بسبعة آلاف عام ، ثمّ نقلنا من صلبه في أصلاب الطاهرين إلى أرحام الطاهرات.
قلت يا رسول الله : وأين كنتم ؟ وعلى أىّ شأن كنتم ؟
فقال رسول الله ـ صلّى الله عليه وآله وسلّم ـ : كنّا أشباحا من نور تحت العرش نسبّح الله ونقدّسه.
ثمّ قال ـ صلّى الله عليه وآله وسلّم ـ : لما عرج بي إلى السماء وبلغت إلى سدرة المنتهى ودّعني جبرئيل.
فقلت : يا حبيبي جبرئيل في مثل هذا المقام تفارقني ؟
فقال : يا محمد إنّي لا أجوز هذا الموضع فتحترق أجنحتي ، ثمّ زجّ بي من النور إلى النور ما شاء الله تعالى ، فأوحى الله تعالى إلى محمد ـ صلّى الله عليه وآله وسلّم ـ : إنّي اطّلعت إلى الارض اطّلاعة فاخترتك منها وجعلتك نبيّا ، ثمّ اطّلعت ثانيا فاخترت منها عليا وجعلته وصيّك ووارث علمك وإماما من بعدك ، وأُخرج من أصلابكم الذرّية الطاهرة والائمة المعصومين خزّان علمي ، ولو لا هم ما خلقت الدنيا ولا الاخرة ، ولا الجنّة ولا النار ، أتحبّ أن تراهم ؟
فقلت : نعم يا رب ، فنوديت : يا محمد ارفع رأسك ، فرفعت رأسي فإذا أنا بأنوار علي ، والحسن ، والحسين ، وعلي بن الحسين ، ومحمد بن علي ، وجعفر بن محمد ، وموسى بن جعفر ، وعلي بن موسى ، ومحمد ابن علي ، وعلي بن محمد ، والحسن بن علي ، والحجّة بن الحسن يتلألأ من بينهم كأنّه كوكب درّي ـ عليهم افضل الصلاة والسلام ـ.
فقلت : يا ربّ من هؤلاء ومن هذا ؟
فقال سبحانه وتعالى : هؤلاء الائمة من بعدك المطهّرون من صلبك ، وهذا هو الحجّة الذي يملأ الارض قسطا وعدلاً كما ملئت ظلما وجورا ويشفي صدور قوم مؤمنين.
فقلنا : بآبائنا وأُمّهاتنا أنت يا رسول الله لقد قلت عجبا.
فقال ـ صلّى الله عليه وآله وسلّم ـ : وأعجب من هذا أنّ أقواما يسمعون هذا منّي ثمّ يرجعون على أعقابهم بعد إذ هداهم الله ويؤذونني فيهم لا أنا لهم الله شفاعتي


و بطريقة او رؤيا اخرى نتابع البحث من هذا المنطلق الاتي

لماذا خلق الله الاكوان ؟هل يعقل انه خلقها عبثا.. سبحانه وتعالى؟
نبحث في الآيات الكريمة
(( وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاءَ وَالأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا بَاطِلاً ذَلِكَ ظَنُّ الَّذِينَ كَفَرُوا فَوَيْلٌ لِّلَّذِينَ كَفَرُوا مِنَ النَّارِ (27) )) سورة ص
نعم لم يخلق الله السماء والارض عبثا وبطلانا
(( الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَىَ جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلاً سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ (191) )) سورة آل عمران
هنا يصاغ السؤال : اذا لما خلقت السماء والارض ؟
يأتينا الجواب في قوله تعالى :
(( وَالأَنْعَامَ خَلَقَهَا لَكُمْ فِيهَا دِفْءٌ وَمَنَافِعُ وَمِنْهَا تَأْكُلُونَ (5) )) سورة النحل

(( وَاللَّهُ جَعَلَ لَكُم مِّمَّا خَلَقَ ظِلالاً وَجَعَلَ لَكُم مِّنَ الْجِبَالِ أَكْنَانًا وَجَعَلَ لَكُمْ سَرَابِيلَ تَقِيكُمُ الْحَرَّ وَسَرَابِيلَ تَقِيكُم بَأْسَكُمْ كَذَلِكَ يُتِمُّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ لَعَلَّكُمْ تُسْلِمُونَ (81) )) سورة النحل
توضح لنا الآيتين السابقتين بعض من اسباب خلقه فيصرح سبحانه وتعالى انه خلق الأنعام والاشجار والجبال والسرابيل مسخرات للأنسان ... ويعم سبحانه وتعالى انه خلق كل شيء في الأرض للأنسان في قوله (( هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُم مَّا فِي الأَرْضِ جَمِيعًا ))سورة البقره
اذا الارض لم تخلق عبثا بل خلقت للأنسان وكذلك السماء وما تحتويه وهذا ما صرحة به الآية الكريمة (((( وَسَخَّرَ لَكُمُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالنُّجُومُ مُسَخَّرَاتٌ بِأَمْرِهِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَعْقِلُونَ (12سورة النحل

وايضا سكان السماوات خلقوا من اجل الأنسان ومنها الملائكة وذلك في قوله تعالى : (( الْحَمْدُ لِلَّهِ فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ جَاعِلِ الْمَلائِكَةِ رُسُلا أُولِي أَجْنِحَةٍ مَّثْنَى وَثُلاثَ وَرُبَاعَ يَزِيدُ فِي الْخَلْقِ مَا يَشَاء إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (1) )) سورة فاطر
اي نه سبحانه وتعالى خلق الملائكة رسلا بينه وبين الأنسان ولو بحثنا في جميع اعمال الملائكة لرآين ان جميع اعمال الملائكة مسخرة للأنسان

ومما تقدم به يتضح لنا ان الانسان مكرم من عند الله الذي سخر له كل ما في الارض والسماء
(( وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِّمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلاً (70) )) سورة الاسراء
يطرح هنا سؤال ايضا : لما احاط الله الانسان بهذه النعم والكرامه وهذا التفضيل ؟
نعود إلى بدأ خلق الله الانسان لنرى الجواب يقول تعالى حين خلق آدم عليه السلام
(( وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُواْ أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاء وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لاَ تَعْلَمُونَ (30) )) سورة البقره .... ((وَهُوَ الَّذِي جَعَلَكُمْ خَلاَئِفَ الأَرْضِ ﴾) (165) سورة الأنعام
اذا خلق الله الانسان في الارض لغاية وهي الاستخلاف
فما هي الخلافه التي خلق لأجلها الانسان ؟
نذهب هنا إلى معنى الخلافه
فمعنى الخلافه هي النيابة عن الغير من أجل تنفيذ إرادته أو القيام بدوره الذي يؤدّيه هو أصالة
نطرح هنا يضا سؤال : متى تكون الخلافه ؟او بشكل اصح متى ينصب الخليفه؟
ينصب الخليفه في عدة مواضع وهي :
أما لغيبة المنوب عنه (( .... وَقَالَ مُوسَى لأَخِيهِ هَارُونَ اخْلُفْنِي فِي قَوْمِي وَأَصْلِحْ وَلاَ تَتَّبِعْ سَبِيلَ الْمُفْسِدِينَ (142) )) سورة الأعراف

وأمّا لموته وزوال (( وَرَبُّكَ الْغَنِيُّ ذُو الرَّحْمَةِ إِن يَشَأْ يُذْهِبْكُمْ وَيَسْتَخْلِفْ مِن بَعْدِكُم مَّا يَشَاء كَمَا أَنشَأَكُم مِّن ذُرِّيَّةِ قَوْمٍ آخَرِينَ (133) ))

وأمّا لعجزه ... وأمّا لتشريف المُستخلف.
ولو تمعنا في الآية الكريمة سنجد ان خلافة الانسان ماهي إلا تشرف وتعظيم قدره اي (لتشريف المُستخلف)

ليكون السؤال هنا : ماهي علة الخلافه وما هي عواملها ؟علة الخلافه : ايضا نجد الجواب في الآية الكريمه (( وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُواْ أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاء وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُلَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لاَ تَعْلَمُونَ (30) )) سورة البقره
اذا هي المحافظه على الحياة والاصلاح وتبيان العباده الصحيحه
ففي الآية الكريمة يتضح لنا ان عندما ابلغ الله الملائكة انه جاعل في الارض خليفه استنكرة الملائكة ذلك بقولها أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاء .. إذا الخلافة في الارض تستوجب وجود الفساد وسفك الدماء ... والله هنا اقر للملائكة لم ينكر ادعاءهم ولم يكذبهم ولم يقل أنهم كانوا واهمين أو مخطئين بل اكتفى برد عليهم إِنِّي أَعْلَمُ مَا لاَ تَعْلَمُونَ
ولو تمعنا اكثر نجد في قول الملائكة وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ فهنا الملائكة تفضل خلافتها على خلافة من في الارض بأنها تسبح الله وتقدسه ولا تفسد ولاتسفك الدماء وهنا يتضح لنا ان العباده ودرء الفساد وعدم الوقوع فيه شرط من شروط الخلافه التي يقصده الله في الآية ويتضح لنا هذا المعنى اكثر في قوله تعالى : ((وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإِنسَ إِلاَّ لِيَعْبُدُونِ (56) )) سورة الذاريات
اذا قدمة الملائكة انفسهم بديلا للخليفة بأعتبارهم يسبحون ويقدسون من غير سفك الدماء والفساد ونجد في رد الله سبحانه وتعالى عليهم بأنهم لا يعلمون الغاية من هذه الخلافه .
وما يوضح لنا ذلك اكثر قوله تعالى : (( وَلَوْ نَشَاءُ لَجَعَلْنَا مِنكُم مَّلائِكَةً فِي الأَرْضِ يَخْلُفُونَ (60) )) سورة الزخرف اي ..ان خلق الملائكة ونظامهم لا يصلح ان يكون بديلا للخليفة على الارض اي ان الملائكة لا يدركون قدرات الانسان العقليه ... فلخلافه ستكون مرافقه سفك الدماء والفساد
بطريقة اخر ان هناك أمرا لا يقدر الملائكة على حمله و لا تتحمله و يتحمله هذا الخليفة الأرضي فإنه يحكي عن الله سبحانه أمرا و يتحمل منه سرا ليس في وسع الملائكة، و لا محالة يتدارك بذلك أمر الفساد و سفك الدماء
لننظر ايضا في الآيات التي تتلوا هذه الاية المباركة
(( وَعَلَّمَ آدَمَ الأَسْمَاء كُلَّهَا ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى الْمَلائِكَةِ فَقَالَ أَنبِئُونِي بِأَسْمَاء هَؤُلاء إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ (31) قَالُواْ سُبْحَانَكَ لاَ عِلْمَ لَنَا إِلاَّ مَا عَلَّمْتَنَا إِنَّكَ أَنتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ (32) قَالَ يَا آدَمُ أَنبِئْهُم بِأَسْمَائِهِمْ فَلَمَّا أَنبَأَهُمْ بِأَسْمَائِهِمْ قَالَ أَلَمْ أَقُل لَّكُمْ إِنِّي أَعْلَمُ غَيْبَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَأَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ وَمَا كُنتُمْ تَكْتُمُونَ (33) )) سورة البقره
هنا في هذه الآيات تتم الحجة على الملائكة بأنهم لا يصلحون ان يكون بدلاء عن الخليفه
يسأل الله سبحانه وتعالى الملائكة عن الأسماء التي كان الملائكة تجهلها وايضا كانوا يجهلون من آدم انه يعلمها... و إلا لما كان لسؤاله تعالى إياهم عن الأسماء وجه و هو ظاهر بل كان حق المقام أن يقتصر بقوله: قَالَ يَا آدَمُ أَنبِئْهُم بِأَسْمَائِهِمْ حتى يتبين لهم أن آدم يعلمها لا أن يسأل الملائكة عن ذلك فإن هذا السياق يعطي أنهم ادعوا الخلافة و أذعنوا انتفاءها عن آدم و كان اللازم أن يعلم الخليفة بالأسماء فسألهم عن الأسماء فجهلوها و علمها آدم فثبت بذلك لياقته لها و انتفاؤها عنهم و قد ذيل سبحانه السؤال بقوله: إن كنتم صادقين و هو مشعر بأنهم كانوا ادعوا شيئا كان لازمه العلم بالأسماء
و قوله تعالى: و علم آدم الأسماء كلها ثم عرضهم مشعر بأن هذه الأسماء أو أن مسمياتها كانوا موجودات أحياء عقلاء محجوبين تحت حجاب الغيب و أن العلم بأسمائهم كان غير نحو العلم الذي عندنا بأسماء الأشياء و إلا كانت الملائكة بإنباء آدم إياهم بها عالمين و صائرين مثل آدم مساوين معه و لم يكن في ذلك إكرام لآدم و لا كرامة حيث علمه الله سبحانه أسماء و لم يعلمهم و لو علمهم إياها كانوا مثل آدم أو أشرف منه و لم يكن في ذلك ما يقنعهم أو يبطل حجتهم
نتوقف هنا حتى لا ندخل في بحث آخر حول الاسماء
وفي الاية التالية من سورة الاحزاب
إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَن يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنسَانُ ۖ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا﴿٧٢﴾

نختصر ما تقدم : بأن الله قد وضع الملائكة وآدم في اختبار يثبت به الافضليه والقدرة على تحمل الخلافه فتقر الملائكة بالعجز فتثبت الافضليه والقدرة على تحمل الخلافه لآدم لعلمه بتلك الاسماء فتكتمل الحجة على الملائكة فتأمر للسجود لآدم .

إذا على الخليفة حفظ الحياة وإصلاح الأرض واعمارها بقوانين الحق والعدل ليسمو بالانسان إلى الكمال ... وهذا لا يكون إلا بالعباده ... وهذا لا يكون إلا بمرشد ودليل إلى الله يكون خليفة الله في ارضه
ولو نرجع قليلا لمعنى الخلافه النيابة عن الغير من أجل تنفيذ إرادته أو القيام بدوره الذي يؤدّيه هو أصالة
من تعريف الخلافه يتبين لنا بأن الخلافة المذكورة في الآية إنما هي خلافة الله تعالى لا خلافة نوع من الموجود الأرضي كانوا في الأرض قبل الإنسان و انقرضوا ثم أراد الله تعالى أن يخلفهم بالإنسان كما احتمله بعض المفسرين و ذلك لأن الجواب الذي أجاب سبحانه به عنهم و هو تعليم آدم الأسماء لا يناسب ذلك و على هذا فالخلافة غير مقصورة على شخص آدم عليه السلام بل بنوه يشاركونه فيها من غير اختصاص و يكون معنى تعليم الأسماء إيداع هذا العلم في الإنسان بحيث يظهر منه آثاره تدريجا دائما و لو اهتدى إلى السبيل أمكنه أن يخرجه من القوة إلى الفعل و يؤيد عموم الخلافة قوله تعالى (( إذ جعلكم خلفاء من بعد قوم نوح )) الأعراف - 69 و و قوله تعالى (( ثم جعلناكم خلائف في الأرض )) يونس - 14 و قوله تعالى (( و يجعلكم خلفاء الأرض )) النمل - 62
اذا ان الله سبحانه وتعالى استخلف الانسان من اجل العباده التي تمنع الفساد وسفك الدماء
فمن هم خلفاء الله في ارضه ؟
هم من اختارهم الله وصطفاهم وهداهم (الانبياء والاولياء) وافضلهم النبي محمد صل الله عليه وآله
(( كَانَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً فَبَعَثَ اللَّهُ النَّبِيِّينَ مُبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ وَأَنزَلَ مَعَهُمُ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِيَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ فِيمَا اخْتَلَفُواْ فِيهِ وَمَا اخْتَلَفَ فِيهِ إِلاَّ الَّذِينَ أُوتُوهُ مِن بَعْدِ مَا جَاءَتْهُمُ الْبَيِّنَاتُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ فَهَدَى اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُواْ لِمَا اخْتَلَفُواْ فِيهِ مِنَ الْحَقِّ بِإِذْنِهِ وَاللَّهُ يَهْدِي مَن يَشَاء إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ (213) )) سورة البقره
(( وَمِمَّنْ خَلَقْنَا أُمَّةٌ يَهْدُونَ بِالْحَقِّ وَبِهِ يَعْدِلُونَ (181) )) سورة الاعراف

اذا خلق الله الاكوان للأنسان وخلق الانسان للخلافه و الخلافه وجدت لتكون ارشاد ودليل لسمو الانسان وتكامله بالعباده (صلِّ اللهم على الدليل إليك في الليل الأليل والماسك من أسبابك بحبل الشرف الأطول)دعاء الصباح فالمرشد والدليل هو الرسول صلى الله عليه واله وسلم ولولاه لما عرف الطريق الصحيح ولما عرفت العبادة ... ومن بعده الذي نصبه رسول الله صلى الله عليه وآله خليفة من بعده .....فالخلافة بالتنصيب لا بالشورى لن ندخل في هذا الامر لأنه بحثا اخر نثبت به خلافة امير المؤمنين علي عليه السلام بعد رسول الله صلى الله عليه وآله

اذ فقدان الخليفه يعني فقدان العباده وإذا فقدت العباده فقدت الحكمه من وجود الانسان "فقدان الانسان"وبفقدان الانسان لا معنى لوجود الافلاك لان وجود الافلاك مرتبطه بوجود الانسان الذي يعبد الله .
ولذلك عندما تقوم الساعة وينتهي دور الإنسان في الحياة فإن الكواكب والنجوم والأفلاك كلها تتمزق وينتهي دورها: ﴿( وَحُمِلَتِ الْأَرْضُ وَالْجِبَالُ فَدُكَّتَا دَكَّةً وَاحِدَةً ﴾) (14) سورة الحاقة. ويقول سبحانه: ﴿( وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْجِبَالِ فَقُلْ يَنسِفُهَا رَبِّي نَسْفًا )﴾ (105) سورة طـه. ويقول: ﴿( إِذَا السَّمَاء انشَقَّتْ ﴾) (1) سورة الإنشقاق وغيرها من الآيات التي تذكر اهوال واحداث يوم القيامه .

نستنتج من ذلك كله ان وجود الافلاك مرتبط بوجود الخليفه (الانبياء والرسل والاولياء افضلهم محمد صلى الله عليه وآله والائمة من بعده .... فوجود الافلاك إلى الآن بعد وفاة الرسول مرتبطه بوجود الخليفة وهو القائم من آل محمد صلى الله عليه وآله ولولا وجوده لما كان للأفلاك وجود ) ومن هنا ايضا نثبت وجود الامام المهدي عجل الله فرجه حيا يرزق

كل ما تقدم يثبت لنا اوبلأصح هو شرح قول الله في الآحاديث القدسيه

(يا أحمد لولاك لما خلقت الأفلاك ولولا علي لما خلقتك ولولا فاطمة لما خلقتكما)
( يا ملائكتـي ويا سـكان سماواتي إني ما خلقت سماء مبنية ولا أرضا مدحية ولا قمرا منيرا ولا شمسا مضيئة ولا فلكا يـدور ولا بحرا يجري ولا فلكا يسـري إلا في محبة هؤلاء الخمسة الذين هم تحـت الكساء فقال الأمين جبرائيل : يا رب ومن تحت الكساء فقال عز وجل : هم أهل بيت النبوة ومعـدن الرسالـة هم فاطمة و أبوهاوبعلهـا وبنـوها)
اللهم صل وسلم على محمد وآل محمد وعجل فرجهم يالله
والحمد الله رب العالمين

البحث منقول من عدة مشاركات للاخت ام زينب و عاشقة خامنائي

و تم الاضافة على البحث من قبلنا نحن

الباحث عن الحق

اخوكم كنترول